شُرُوقٌ وَ غُرُوبٌ
وفَجْرٌ بَاسِمٌ بَعْدَ لَيْلٍ طَوِيل
وَ نَسيمٌ عَلِيلٌ يَتْلُو عَاصِفَةً عَارِمَة .
أحْدَاثٌ كَثِيرَةٌ تَتَأجَجُ مَا بَيْنَ الهُدُوِءِ وَالضَجِيج
تُخْبِرُ اللَّبِيبَ أنَّ الفَجْرَ يَبْقَى بَاسِماً
وَأنَّ الليْلَ لَمْ يَعهد السَّرْمَد أبداً ,
بَدتِ الشمسُ إلى مَغِيبٍ حَيْثُ مُسْتَقرها خَلْفَ الأُفُقِ البَعِيدِ رَاسِمة ً خُيوط الشَفَق عَلى صفحة ِ السمآءِ ..
هَكَذَا كَانَتْ صَفَحاتُ المَاضِي تُطْوَى بِيدِي
وكَمَا هُوَ لَوْنُ الغُرُوب كان عَبَثِي وَلَهْوِي
فَكُل الظُرُوف التِي أحَاطَتْ بِي كَانَتْ تُؤَهِلُنِي لأنْ أكُونَ فِي مُقَدِمَةِ الفَتَيَاتِ الضَائِعَاتِ
وَ لِي فِي الأسْوِاقِ مَرْتعُ هَوَى
كَأنِّي بِهَا تَرْوِي حِكَايَة مَظْهَرِي وتَبَخْتُرِي
وَلَكُمْ أنْ تَسْألُوا مِرْآتِي عَنِ الوَقْتِ الذَّي أقْضِيهِ مَعَهَا قَبْلَ أنْ أذْهَبَ إلى السُوق ..
كَانَتْ فِي ذِهْنِي تَصَوُرَاتٌ مُنْفَتِحَة عَن مَسْألَةِ الحِجَابِ
كَان لِي فِي حَدِيثِ [ سَعْفَاء الخَدَّيْنِ ] حُجّة وَاهِيَة تُوَاكِبُ بُحُورَ الهَوَى الَّتِي أغْرَقُ فِيهَا .
وجِئتُ عَلى قَدَرٍ إلى ذَلِكَ المَوْعِدِ الذِي ضَرَبْته مَعَ صَدِيقَاتِي
والذي شَهِدَ مِيلَادَ الحَقِيقَة وَإشْعَال أُولَى مَشَاعِلها
لأَتُوبَ إلى رُشْدِي ..
كَانَ اللِّقَاء حَافِلاً بِكَثِيرٍ مِنْ المَوَاضِيعِ
نَتَقَلَبُ مِنْ مَوْقِفً الي آخر..
وفِي غَمْرَةِ الحَدِيثِ ..
تَفَجَّرَ النِّقَاشُ
عِنْدَمَا قَالَتْ إِحْدَاهُنَ : إِنَّهَا تَكْشِفُ وَجْهَهَا أمَامَ ابْنَاءِ عُمُومَتِهَا وَأبْنَاءَ أخْوَالِهَا
وهِيَ تَرُدُ عَلَى صَدِيقَتِهَا التِّي حَكَتْ لَهُمْ مَوْقِفاً حَصَلَ لَهَا مَعَ غِطَاءِ وَجْهِهَا
!!!!
انْدَهَشَ بَعْضهم
فَرَاحَتْ تُبَرِرُ ؛ فِعْلَهَا بِأَنَّهَا جَلْسَة عَائِلِيَة
وَالمَسْأِلِة خِلافِية وَالنَّاسُ قُلُوبها بَيْضَاءَ كَمَا أنَّ تَغْطِيَتِي لِوَجْهِي تُنَفِرُهُم مني
فَرَدَتْ هُدَى/ كَيْفَ ذَلِك ؟ لَكِن الحِجَابَ وَاجِب ويَثْبِتُ ذَلِك نُصُوصٌ مِن القُرْآنِ وَالسُنَّة
...
كَمَا أنَّهُ لَيْسَ صَحِيحَاً أنَّ الحِجَاب يُحْدِث فُرْقَة فِي الأُسْرَة ,
فَفِي مَنْزِلِنَا نَعِيشُ نَحْنُ وَأعْمَامِي جَمِيعَاً وأبناؤهم مَعَ جَدِّي والذي خَصَّصَ يَوْمَ الخَمِيس لاجْتِمَاع الأسْرَة كَامِلة
وَجَمِيعُنَا نَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِد , نَكُونُ نَحْنُ فِي طَرَفِ المَجْلسِ بِحِجَابِنَا والحَمْدُ لله
لَمْ يُحْدِثْ أي فُرْقَة .
عَجْعَجَتِ الأَهْوَاءُ فِي ضَلَالِهَا مُدَعِيَّةً أنَّ الحِجَابَ لَيْسَ وَاجِبَاً وَخُصُوصَاً تَغْطِيَةُ الوَجْهِ لأنه لَمْ يَرِد مَا يُثْبِتْ هَذِه المَسْأَلَة
وَبَاَدَرْنَ بِالسُؤَال : مَا قَولُكِ في حَدِيث المَرْأةِ التِي سألَتِ النَّبِيَ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم - ووُصِفَتْ بِأَنَّهَا [ سَعْفَاء الخّدَّيْن ] ؟!
كَمَّا أنَّ المَسْألة خِلَافِيَة ووووو .!!
قَالَت : حَسَنَاً , أنَا سَأضْرِبُ لَكُّنّ مثالًا وَأنْتُن اختَرْنَ مَا طَابَ لَكُّنّ ..
الآن الأُسْتَاذَة سَنَاء رَئِيسَة قِسْم الرِّيَاضِيَاتِ فِي الجَّامِعَة وَشَهَادَتُهَا بُروفيسوراه فِي الجَّبْر
والأسْتَاذَة فَاطِمَة أسْتَاذَة الرِّيَاضِيَات بِشهَادَةْ أسْتَاذ مُشْرِف ..
إذا اختَلَفَ علَيْكِ أمْر فِي الرِّيَاضِيَات وَأرَدْتِ الخَبَر اليَقِين فَأنْتِ لا تَمْلِكِينَ وقتا ؛ لأن الاخْتِبَار قَرِيب وتَسْتَطِيعِين التَوَاصُل مَعَ كِلا الأسْتَاذَتَيْن لِمَن تَتَوَجَّهِين ؟ للـ أ.سناء أم للـ أ.فاطمة ؟!
قُلْنا بِالتَّأْكِيد أ. سناء ....
قَالَت : لِمَاذَا ؟ مَعَ أنَّنَا لَوْ ذَهَبْنَا للأسْتَاذَة:.فَاطِمَة لَوَجَدْنَا عِنْدَهَا الإِجَابَة أيْضَاً ؟