حين اتوسطه ينتابني شعورغريب اقف معلنا اني وجدت كنزا فقد منذ ستون عاما الامس اشيائه فأراها تهرب من يدي وكانها السحر بل اللؤلو الهارب من السماء الى الارض عبر رحلة شوق وعناق للانتماء للارض وحتى السماء اقف بينهما متسمر بل مسحوق من صاعقه استهدفت غفوه خادعتني لزمن ما .
كيف تركت لابناء المجرمين مخادعتي ليختارو مكان كهذا ... مكان فيه لا ارى سوى تلك الصبيه ابنت ال 23 وهي تتصبب عرقا في يومها الحار تحاول الفصل بين طفليها ابراهيم وعفاف توقف مشاجراتهم وتمسك ببطنها المنتفخه لتريهم ان اخاهم الصغير يبكي لا يريد ان يخرج للدنيا ليرى اخوه اشقياء مثلهم .ام احمد جوهره زينت ذاك الثوب الاسود المطرز باجمل المنقوشات وكانها بصمات وطلاسم لتاريخ شعب وارض ووطن بعث فينا منذ الازل وما زال يتسطر دموعا هاربه من سقف الجفون ننثره وننثره الى يوم لا نعلم متى هو وان هو وكيف هو ... في أرجاء المكان المظلل بشجره التوت علق فيها حبلان ليلتقيا بارجوحة خصام لا غير للصغار علقت قباله شباك المطبخ لتتمكن ام احمد والجده فاطمه من مراقبه الوضع وما يجري بالحرب الضروس بين احمد وعفاف.
اللعنة عليك يا وزيرة الثقافه ... اين كنت من تلك المشاعر... واين كانت مني حين اختارني غرورك لأمثل الطلبه العرب في جامعه تل ابيب في يوم أسمتوه يوم السلام وانا في لحظتي كورقه محروقة لا اطيق ولا اطاق من شحوب غير كل ملامحي حين رشقني طيف ام احمد اجمل من مشت على تراب قرية الشيخ مؤنس توبخني بل تلعنني وانا احاول الاحتفال على انقاض قريتها وبيتها ومسجدها وحواريها
انتظرت هذا اليوم بكل شغف وها انا اغادره اشلاء بل فتات رجل يحمل اوزار شعب مشتت تطايرت شظاياه لتعم المعموره في ظرف اقرب ما يكون الأسوء في تاريخ البشريه وأنا الذي من لحظات كانت تنتابني نوبات سعاده وشغف وانفعال لاني سالعب الدور بكل براعه فانا ذاك الشاب المندفع المخدوع بكلمات مشبوهه أسموها لنا وحفظناها عن ظهرقلب نتغناها في اجتماعاتنا ولقائاتنا تحت سقف سلامهم هو نكبتنا لا غير
انتظرت بلهيب صبري هذا اليوم الذي نتباها به بنجاح مبادرة مشروعنا للتعايش العربي اليهودي... والخطاب الذي أعددته لالقيه على أ لحضور... كيف اجرو وقلبي تخفق فيه سكاكين مقصله علقتها امامي ام احمد تتسارع في لحظتها بين سماء وارض انا بينهما معلق مكبل بين حلم وحقيقه حسبته قد تحقق وأن الأرض تتسع لشعبينا ما دمنا مؤمنين بتحقيق ذلك
مده طويله وانا احرث الارض لينبت هذا السلام بين اجتماعات وفعاليات قمنا بها انا وزملاء من كلا الشعبين تمثلو بافضل الطلبه في جامعه تل ابيب... وها هم الحضور جائوا يحتفلون وبينهم ندور نحن وكانا تماثيل ضاع صوتها العربي وسط مسرحيه هزيله تم دبلجتها لنا في استوديهاتهم المغرره لنا مسرحية راقصه على اشلاء ام احمد واطفالها في وسط بيتها المتبقي كالنبراس وسط قرية مهدمة أسسها شيخ اخال عصاه في يده وهو يضرب البحر ليقول هنا سأسس قريتي وبيتي ومينائي ...الشيخ مؤنس هو جد ام احمد الرابع دلتنا عليه ام احمد وهي تفتخر بانها منه لاب صياد احترف مغامرة البحر منذ الصغر
تانقت لابدوا لامعا في هذا الاحتفال وسط موجه من الغرور باني اقتربت من الوصول الى الهدف واني ساعلن عن وجودي في هذا الاحتفال كداعيه للسلام بين الشعبين
شدتني من يدي وزيرةالتعليم لتسالني عن ملامح بيت ام احمد والتي شدتني فيه اكثر سماكه الجدران ومخابي المونه والتي توسطت كل جدار لتدل على عظمة وسمك جدرانه... تذكرت بيت جدي الذي اصبح مع الزمن مخزنا نضع فيه كل ماضينا … ونحن وسط جهل من قيمة هذا البناء الممتد من اقصى شمال فلسطين الى اقصى جنوبها برقت عيناي والوزيره تسالني دون السمع في فتحة اعتلت الباب هدلت فيها حمامه تخبرني انها رابط ما بين الماضي والحاضر تخبرني بانها تحس بما احس وتهمس لي بصوت ام احمد بان ... نعم ضميرك يناجيك وسط مكان كان لاجدادك هنا كان بيتي يا ولدي وانت على تراب قرية الشيخ مؤنس .. عروس البحر قبل النكبه انظر الى مسجدها المهدم وانظر الى اثار المقبره انظر الى ذاك القبر الشامخ تحت شجرة الخروب انه قبر جدي الشيخ مؤنس..
كنا جميعا هنا واليوم هي ما تراه حديقه لباحة جامعتهم يحقنون بها غرورهم بافيون الغدر والالم...
تحجر جسدي وخرجت منه روحي لتعانق ام احمد وطفليها وسط هديل بل نحاب تلك الحمامه الشاهده على كل تلك المجازر والمئاسي التي مر بها شعبي واهلي الفلسطينين
شعرت بالخيانه للنكبه وللارض وللسماء ولام احمد والشيخ مؤنس ووصايا جدي وامي وابي شريط المجازر مر من امامي بت اسمع دوي القذائف وازيز الرصاص المنتهي باجساد الاجداد وعويل الاطفال الهاربين الى جثث الامهات وام متبقيه فزعه لا تعي لما تفعل وما تجمع ومن تحمل وهي تبكي زوجها المذبوح على عتبة بيت تئن جدرانه وتبكيه اشجاره وتدفن الامه حواريه.
وجاءت لحظة القائي الخطاب على الحضور ... كم تمنيت ان تنشق الارض وتبتلعني
شعرت باني اسير على الصراط بين الجنة والجحيم ان تكلمت ساموت واحيى وان سكت ساحيى واموت باتت حروفي خرساء وسط انتباه لمازقي من قبل الحضور
شعرت باني لا شيء... موجة غبار هبت من صحراء الجهل للقضيه والنكبه والمهجرين الاحياء الاموات في مخيمات الثبات هبت لتغبن القضيه والشهداء والمناضلين والأسرى على مر عمر القضيه تهت بين كل هذا وذاك واذا بصوت سلس يناديني من وسط كل الحضور ... هي ام احمد تناجيني بان
لا تحزن يا ولدي يكفينا منك الدمع والاحساس والالم .
اعتلي منصتهم باحساس وافضحهم وانصف من ظلم
اعتليت المنصه وكاني سفير لسان حال ام احمد مزعت مضمون خطابي وصرخت بالحضور
نقف اليوم على انقاض قريه صغيره عاشت بامان قبل النكبه للشعب الفلسطيني واليوم هي انقاض بعد ان ارتكبت بحقها المجازر الوحشيه من قبل قاده هذه الدوله والان هي ساحه للاحتفلات بمشاريع يزعم انها مشاريع سلام لكنها احتفالات غرور على اشلاء شعب هجر بنكبه لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل .
اقف اليوم لا للاحتفال بل للبكاء لاني نسيت للحظه اني ضحيه كما انكم نسيتم للحظه انكم المجرمون انظرو الى هذا البيت والذي نقف في ساحته اين اهله اين ام احمد اين اطفالها اين جنينها اين جدها الشيخ مؤنس اين الصيادين واين الحراثين اين الاهل والرفقاء اين الثروات اين المقاهي والملاهي اين الحواري والحقول والقطعان والرعيان اين كل هذا منا واين نحن منه
ابحثو لكم عن هبة غبار غيري ليغطي ويغبن جرائمكم وان وجدتم سيقف أينما وقفت انا ولن يخطو خطوه بعدها لان طيف ام احمد وعصا الشيخ مونس يقفون لكم ولغباركم هنا بالمرصاد
نزلت عن المنصه حتى دون ان انهي كلامي وتوجهت للباب اشعر بظل ام احمد يحثني على اسراع الخطى لمغادرت المكان وهي تؤازرني قائله
سنعود يوما يا ولدي
يا ولدي............