إلى أجدادنا الذين ماتوا على تراب فلسطين
إلى شهداء مجزرة كفر قاسم
وأبناء ُ غصن الزيتون
ذبحوني يا ولدي
لم أعلم ْ
أني مقتول ٌ
لم أعلم ْ
أني محزون ٌ
وهذا الأبيض ُ
كفني،
لم أعلم ْ
فالموتُ
يطاردني،
برصاصة ِ
الظلم ِ يا ولدي
وعتوة السطو
يا ولدي
لم أعلم ْ
أني مقتول ٌ
فالموت جاء َ
يقتلني
وتراب فلسطين َ
يودعني
عيناي لم تسلم ْ
قلبي لم يسلم ْ
وزهور البلسم ْ
لم تسلم ْ يا ولدي،
لم تلسم ْ
رصاصة ُ مجنون ٍ
يا ولدي
طرقت صدري
قتلتني ،
ذبحوني اليوم َ
يا ولدي
فالعالم ُ يشهد ُ
يا ولدي
وغصن الزيتون.
وغصن الزيتون
الأخضر،
وشبق الموت
الأسمر،
سُطر بصفحات ِ
دمي
الولد :
أمي، يا أمي
مذ قتلوك ِ
وأنا أبكي ،
أبكي يا أمي
مذ صلبوك ِ
صدري يؤلمني
وعطشي أيقظني
والموت ُ الأسود
يعصرني ،
امي أخذوك ِ
أمي سلبوك ِ
عيناك ِ الدود
اللتهم َ
وثوبك يا أمي
قَرحني ،
الأم :
يا ولدي
بلدنا ثارت
وثار العشب
الأخضرْ،
يا ولدي
بلدنا عانت
وانتفض
اليوم َ الزعتر ْ
يا ولدي
أحلام ٌ زالت
وانتثر قصب ُ
السكر ْ
يا ولدي
موتي يحملني
ورصاصة ُ
الجند تقتلني
في زمني الآن
أقهر ْ،
هنا!
في أرض القاسم
هنا في
زهوة ِ
حاتمْ ،
"وبيدر" الميدانْ .
هنا
طواحين القمح ْ،
معصرة ُ الزيتون ِ
في زهرة البلدان ْ
أجتث القلب ُ
من جسدي
وذبحت بالسكين ِ
يدي
فمات َ، مات َ
حلمي العربي،
وماتت أحلام ُ
الأوطانْ
زهرة ُ النرجس ِ
شهدتْ
أربعون َ،
قد قُتلوا
أربعون ،
قد شهدت
ذبحوا في
ثان ْ
فخرج َ طفلٌ
عربي
صرخ َ الشبل ُ
الحيران :
كفى!
يا ابن الحاخام ْ
كفى !
سُلبنا السلام ْ
من أرضي ،
من وطني
من زرعي،
من تعبي
مُنعت ُ
البستان ْ
الأمُ :
كفاك ، كفاك َ
يا ولدي
قد قتلوني
في شهر العاشر ْ
وانتشروا،
والسيجارة ُ
تنفث ُ،
تنفث ُ
ما ثقفوا
وأنا اموت ُ
حصاي معي
وحفنة التراب ْ
اليوم َ
على قبري
رقص َ، رقص َ
الغراب ْ
على قبري
يا ولدي
وقفوا
شيخ ٌ ، كهل ٌ
وسراب ْ
كان يوما ً
عالمنا الجذاب ْ
في ساحة ِ مقتلنا
في ساحة ِ مرقدنا
في ميدان ٍ ،
قتلونا الكلاب ْ
ورقصوا فرحة َ
ابناء ُ الغاب ْ
غنى الموت ُ
زغرد العشب ُ
بكم ْ ،
رُفعت امجادْ
بكم يا رهط ُ
الأجداد ْ
الآن تركتم،
رسالة الحجر
وحب التراب ْ
الآن ، الآن
في العهد الخامس
لحنت قصيدة قاسم
ومزجتها بالتراب ْ
وحملت لكفر قاسم
أحلامُ جدي
الكساب ْ،
أحلام ُ جدي
الكسابْ.