كَمْ مَـرَّةً سَـوْفَ أَنْـزِفُ شَوْقًـا؟!
* شعــر: هــلال الفــارع
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الشِّعْرِ؟
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى جَنَّةِ الْخَالِدِينَ،
لأَقْطِفَ مِنْهَا حُرُوفًا جَنِيَّهْ؟
وكَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى شُرْفَةِ الْعَاشِقِينَ،
لأَجْمَعَ مِنْ بَوْحِهَا عَسَلَ الأَبْجَدِيَّهْ؟!
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الشِّعْرِ؟
مُدِّي يَدَيْكِ،
لأَكْتُبَ فِيهَا بِقَلْبِي،
وَأُطْعِمَ رَجَّاتِهَا مَا طَابَ
مِنْ نَبَضَاتٍ نَدِيَّهْ
ولا كُنْتُ،
إن لم أُطَرِّزْ يَدَيْكِ،
بِما نَزَّ مِنْ حُلُمِ الشُّعَرَاءِ،
وَمَا عَزَّ مِنْ هَجَمَاتِ الْحُرُوفِ الْعَصِيَّهْ!
***
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الشَّوْقِ؟
كَمْ مَرَّةً سَوْفَ أَنْزِفُ شَوْقًا
إِلَى سِحْرِ عَيْنَيْكِ،
حَتَّى تَجِيئِي إِلَى مَوْعِدِ الأُمْنِيَاتِ الهَنِيَّهْ؟
وَكَمْ مَرَّةً يَنْبَغِي أَنْ أُقَامِرَ بِالرُّوحِ،
كَيْ تَسْتَبِينِي حَنِينِي قَليلاً،
وَكَيْ تُخْرِجِينِي مِنَ الْوَهْمِ،
كَيْ تَسْكُنِينِي قَليلاً،
على مَسْمَعٍ مِنْ شُجُونِي،
وَرَفَّاتِ قَلْبِي الشَّجِيَهْ؟
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الشَّوْقِ؟
إِنِّي فَتَحْتُ مِنَ الْبَدْءِ
كُلَّ خَزَائِنِ شَوْقِي إِلَيْكِ،
فَمَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْوَجْدِ
- كي تَطْلُبِيهِ – لَدَيّهْ؟
***
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الْحُبِّ؟
إِنِّي أُحِبُّكِ أَكْثَرَ مِني،
وَأَكْثَرَ مِنْ مُطْلَقِ الْحُبِّ،
إِنِّي أُحِبُّكِ حُبًّا،
تَنَزَّلَ مِنْ شُرُفَاتٍ عَلِيَّهْ
وَإِنِّي أُحِبُّكِ – مُنْذُ الْبِدَايَةِ –
حُبًّا جَدِيدًا،
على شَكْلِهِ بَصَمَاتُ الْجُنُونِ،
وَمِنْ لَوْنِهِ مُفْرَدَاتُ الْمَنُونِ،
وَفِي طَعْمِهِ هَلْوَسَاتُ السُّكُونِ،
وَفِيهِ الْبِدَايَةُ،
فيهِ النِّهَايَةُ،
وَالنَّدَهَاتُ الْمُدَمَّاةُ فَوْقَ شِفَاهٍ شَقِيَّهْ
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الْحُبِّ؟
هَاتِي يَدَيْكِ إِذًا،
كَيْ أَمُوتَ عَلَيْهَا،
وَفِي خَاطِرِي بَوْحُهَا يَرْتَدِينِي،
وَيَمْلأُ صَدْرِي حَنَانًا،
وَرَائِحَةً أُنْثَوِيَّهْ
***
تُرِيدِينَ شَيْئًا مِنَ الْعِشْقِ؟
هَلْ تَسْمَعِينَ تَسَاقُطَ قَلْبِي على شَفَتَيْكِ؟
وَهَلْ تَلْحَظِينَ هُرُوبَ دَمِي شَطْرَ خَدَّيْكِ؟
هَلْ تَلْمَحِينَ عَذَاباتِ رُوحِي الصَّدِيَّهْ؟
تُرِيدِينَ عِشْقًا؟
تَعَالَيْ إِذًا،
كَيْ أَزِفَّ مَدَائِنَ عِشْقِي إِلَيْكِ،
وَأَرْفَعَ في أُفْقِ عَيْنَيْكِ
بُرْجًا مِنَ الْعِشْقِ،
تَسْهَرُ كُلُّ النُّجُومِ على هَمْسِهِ،
وهْوَ يَتْلُوكِ قِصَّةَ حُلْمٍ شَذِيَّهْ
***
تُرِيدِينَ شِعْرًا،
وَشَوْقًا،
وَحُبًّا،
وَعِشْقًا،
إِلَيْكِ إِذًا ما سَأَلْتِ،
إِلَيْكِ بِطاقَةَ عُمْرِي هَدِيَّهْ
إِلَيْكِ دَمِي،
فاعْبُرِيهِ إِلى لُجَّةِ النَّبْضِ،
واسْتَرْسِلِي،
ثُمَّ قُدِّي حُرُوفَ، وَلوْنَ، ولَحْنَ الْهُوِيَّهْ!